النيجر.. فقدان 100 ألف هكتار من الأراضي الزراعية سنوياً بسبب تغير المناخ

النيجر.. فقدان 100 ألف هكتار من الأراضي الزراعية سنوياً بسبب تغير المناخ
نائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، جويس مسويا

اختتمت مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، جويس مسويا، زيارة استغرقت أسبوعًا إلى النيجر، مؤكدة أن تغير المناخ أصبح الآن لا رجوع فيه، حيث تفقد البلاد في كل عام، حوالي 100 ألف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة نتيجة لتغير المناخ والعمل البشري.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، شاركت "مسويا" خلال زيارتها في مؤتمر بحيرة تشاد الثالث في نيامي، حيث أعلن المانحون عن أكثر من 500 مليون دولار أمريكي لدعم الأزمة في حوض بحيرة تشاد.

ثم واصلت زيارتها لتسليط الضوء على العمليات الإنسانية في النيجر والالتقاء بالمجتمعات المتضررة والمسؤولين الحكوميين والجهات المانحة والجهات الفاعلة الإنسانية.

قالت "مسويا": "النيجر هي واحدة من البلدان ذات الأولوية في منطقة الساحل بسبب أزماتها الإنسانية متعددة الأوجه.. مع تزايد انعدام الأمن في المنطقة، يتم تهجير المزيد من الناس، وهم معرضون لخطر انتهاكات حقوق الإنسان ويحتاجون إلى الحماية والمساعدة الإنسانية.. نحن وشركاؤنا ملتزمون بالبقاء وتقديم المساعدة للفئات الأكثر ضعفاً".

تواجه النيجر وضعاً إنسانياً معقداً يتسم بانعدام الأمن وتأثير تغير المناخ، ففي غضون 5 سنوات، تضاعف عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدات الإنسانية من 1.9 مليون في عام 2017 إلى 4.3 مليون في بداية عام 2023.

تتزايد الاحتياجات بسبب الفقر المتوطن وانعدام الأمن الغذائي المزمن وسوء التغذية وزيادة أسعار السلع بسبب حرب أوكرانيا والآثار طويلة المدى لوباء كوفيد-19.

زارت “مسويا” بلدية "أولام" Ouallam في منطقة "تيليبيري" الشمالية، والتقت بالأشخاص المتضررين، والزعماء الإقليميين والتقليديين، والمجتمع المدني والشركاء في المجال الإنساني، اضطر العديد من الأشخاص الذين قابلتهم إلى الفرار من منازلهم بحثًا عن الأمان، لكن قصتهم ليست قصة بؤس ومعاناة لا نهاية لها، إنها قصة أمل والحاجة إلينا للعمل معًا لمساعدتهم على إعادة بناء حياتهم.

قالت "مسويا": "لقد تأثرت بالصمود والوحدة بين المشردين داخليًا واللاجئين والمجتمع المضيف.. رأيت أشخاصًا يدعمون بعضهم البعض، ويحتفلون بروابطهم المشتركة، وهذا أعطاني الأمل، العاملون في المجال الإنساني هنا للمساعدة، ويقومون بعمل هائل".

في أولام (قرية ساتارا)، زارت "مسويا" مشروع عمل حول حدائق السوق، حيث يمكن للأسر الضعيفة زراعة الخضار وبيعها، تقول: "لقد تأثرت بالمجتمعات المزدهرة والمرنة حول هذه الحدائق.. إنه ليس له تأثير إيجابي على سبل عيشهم فحسب، بل إنه يحسن النظم البيئية أيضًا".

وأضافت "مسويا": "تغير المناخ الذي نراه اليوم أصبح الآن لا رجوع فيه، ومعالجة العواقب أمر بالغ الأهمية لتحقيق مرونة طويلة الأمد لشعب النيجر.. في كل عام، يُفقد حوالي 100 آلاف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة نتيجة لتغير المناخ والعمل البشري".

وفي مكتب الأمم المتحدة التابع للأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نيامي، التقت "مسويا" مع الشركاء وممثلي المجتمع المدني، وحثت المنظمات الإنسانية والتنموية وتحقيق الاستقرار على تعزيز التنسيق فيما بينها.

وأشارت إلى أهمية تعزيز الشراكات مع الجهات الفاعلة المحلية، قائلة: "المنظمات غير الحكومية الوطنية هي في طليعة الاستجابة.. الناس يريدون الكرامة والفرص الاقتصادية، ويجب أن نكون مسؤولين أمامهم".

والتقت "مسويا" بالرئيس محمد بازوم من النيجر والمسؤولين الحكوميين وأكدت التزام الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني بتكملة الجهود الوطنية لدعم الأشخاص الأكثر ضعفاً الذين تتطلع تطلعاتهم إلى الصمود الذاتي والمزيد من الكرامة.

وشكرت منسقة الإغاثة الأممية المجتمع الدولي على دعمه السخي، وحثت المانحين على مواصلة وزيادة التزاماتهم المالية تجاه النيجر هذا العام، قائلة: "لا يمكننا التركيز على الحلول قصيرة المدى فقط.. نحن بحاجة إلى التزام عميق وطويل الأمد لبناء مرونة دائمة".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية